مقدمة:
ان الفضيل الورتيلاني نموذج من النماذج النادرة التي عرفها التاريخ ,فهو واحد من عقد هؤلاء المصلحين و الثائرين الذين عرفتهم الامة الاسلامية و العالم فصححوا مسيرتها و غيروا اعرافها ,هؤلاء الذين يظهرون فجاة فيملؤون الدنيا علما و عملا ثم يختفون فجاة بعد ان كانوا قد احدثوا دويا عاليا في اذان الدهر و اسماع الناس ,فهم يبرزون فوق الاحداث .
لقد عاش الورثلاني و تالق وهو لم يبلغ الاربعين و حمل رسالته الى العالمين في شجاعة المؤمن ,و براعة القائد و حكمة المجاهد ,فلم يلبث ان استمعت له الدنيا و اجتمعت حوله القلوب ,فهز دوائر الاحزاب و الجماعات السياسية و اقض مضاجع المستعمرين و تكالبت القوى كلها على الخلاص منه ذلك لان الوت الذي كان يتحدث به هو صوت الحق.
المولد والنشأة:
ولد العلامة المجاهد الشهيد الشيخ الفضيل الورثلاني في قرية "انو" ببلدية بني ورثيلان التي ترتبط اداريا بولاية سطيف يوم 06فيفري 1900 و هو السيد حسين فضيل بن محمد السعيد المعروف باسم الشيخ الفضيل الورثيلاني نسبة الى منطقة بني ورثيلان بالقبائل الصغرى .
اخذ تعلمه الاول و حفظ القران الكريم على يد والده محمد السعيد و جملة من علماء منطقته منهم محمد الصديق احمودي,العلامة الفقيه الشيخ السعيد البهلولي اخذ عنهم العلوم الدينية و مبادئ اللغة العربية .
و كانت اسرة الورثيلاني تشتهر في منطقة بني ورثلان و ضواحيها بنشر العلم و تعليم القران في الزوايا ,ويتصل نسب الفضيل الى الحسين الورثيلاني –جده الاعلى- صاحب الكتاب المعروف برحلة الورثيلاني وله مصنفات اخرى نذكر منها :"شوارق الانوار في تحرير معاني الاذكار " و كتاب اخر بعنوان "الكواكب العرفانية و الشوارق الانسية في شرح الفاظ القدسية".
لقد قضى الفقيد شطرا من حياة شبابه في احضان تلك المنطقة الجبلية الطبيعية الجميلة الناطقة بعظمة الكون و عجائبه التي كان يشم منها ريح القوة الجسدية و الفكرية و الخلقية.
و في سنة 1920 ارغم الورثيلاني على اداء الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي الاستعماري بعد ان تهرب منها لمدة عامين هناك و راى الورثيلاني المعاملة السيئة التي كانت السلطات الاستعمارية تعامل بها الجنود المسلمين الجزائريين فكانت هذه المعاملة بمثابة شحنة اثارت في نفسه ثورة كبيرة ضد المستعمر فقرر التسلح بالعلم و المعرفة
و نظرا لتهديده بالاعتقال عقد العزم على مغادرة المنطقة "بني ورثيلان" و كانت وجهته مدينة قسنطينة التي كانت معقل العلم و العلماء و كان ذلك سنة 1930.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire